القائمة الرئيسية

الصفحات

الخُشوع في الصلاة هو روحها وسر قبولها، وهو ما يجعلها راحة للقلب ونورًا للنفس، لا مجرد حركات وأقوال. يقول الله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾(سورة المؤمنون: 1-2)

فالخشوع علامة من علامات الإيمان، وهو سبب للفلاح في الدنيا والآخرة.



كيف أخشع في الصلاة ؟

 استحضار عظمة الله تعالى :

حين تقف بين يدي الله، تذكّر أنّك تناجي خالق السماوات والأرض. قال النبي ﷺ: "إذا قام أحدكم يصلي فإنما يناجي ربه"(رواه البخاري).

 هذا الاستحضار يجعل القلب حاضرًا، ويُبعد عنه الغفلة والشرود.

التمهّل وترك العجلة : 

الصلاة ليست سباقًا، بل هي لقاء مع الله. قال رسول الله ﷺ:
 "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته" قالوا: يا رسول الله، وكيف يسرق من صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها".
لذلك احرص على الطمأنينة في الركوع والسجود، وخذ وقتك في كل ركن.

فهم ما تقرأ من القرآن والأذكار : 

من أسباب غياب الخشوع أن يقرأ المصلي دون أن يفهم. قال الله تعالى:

﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾(سورة محمد: 24)

فكلما فهمت معاني الفاتحة والسور القصيرة، وتدبّرت الأذكار مثل سبحان ربي العظيم وسبحان ربي الأعلى، زاد حضور قلبك في الصلاة.

قطع الصلة بالدنيا قبل الصلاة : 

من السنة أن يُهيّئ المسلم نفسه قبل الدخول في الصلاة. كان النبي ﷺ يقول لبلال رضي الله عنه: "أرحنا بها يا بلال".
أي أنّ الصلاة راحة للقلب، وليست همًّا أو ثِقلاً. لذلك أطفئ ما يشغلك، واترك الدنيا وراءك لتقف بين يدي الله بكامل حضورك.

الدعاء بطلب الخشوع :

الخُشوع نعمة من الله يرزقها من يشاء، فاطلبها بالدعاء. وكان النبي ﷺ يقول: "اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع".
فاستعن بالله، وأكثر من الدعاء أن يلين قلبك ويمنحك لذّة الخشوع.

خاتمة :

الخشوع في الصلاة عمل قلبي يحتاج إلى مجاهدة ومداومة. ومع الصبر والممارسة يتحوّل إلى عادة ولذّة روحية عظيمة. وقد قال النبي ﷺ:"وجعلت قرة عيني في الصلاة".
فمن أراد أن يجد السعادة والراحة الحقيقية، فليجعل من صلاته قرة عينه وراحة قلبه.


أنت الان في اول موضوع

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

إذا كان لديك أي أسئلة أو لم تفهم شيئًا من المقال، لا تتردد في ترك تعليقك هنا. نحن في غاية السرور للرد على استفساراتك .

التنقل السريع